تعريف الكروما
في اللغة العربية يمكن استخدام لفظ (صفاء اللون) كترجمة مباشرة لكلمة كروما الإنجليزية الأصل، وتعرف الكروما chroma في عالم الصورة بتشبع اللون الذي يؤدي لتمييزه عن سائر الألوان، وهو مصطلح عام ليس متعلقاً باللون الأخضر أو الأزرق كما يظن البعض، فكل لون له الكروما الخاصة به، فلدينا كروما حمراء وصفراء وبنفسجية وحتى بيضاء أو سوداء..
في عالم الإنتاج والتصوير تستخدم الكروما كطريقة لعزل العناصر والأجسام توطئة لدمجها مع عناصر أخرى في نفس المشهد، ويطلق على هذه التقنية وطريقة التصوير مصطلح chroma Keying. فمثلا يتم تصوير ممثل ما على خلفية لونية واحدة (تكون في الغالب خضراء) ثم باستخدام برامج الجرافيك يتم عزل اللون الأخضر وتغيير الخلفية بمنظر مختلف حسب وصف المشهد ورؤيته الإخراجية.
استخدامات الكروما
يقال أن الكروما طريقة سهلة تستخدم لتسهيل الإنتاج، وهذا في الغالب ما يتم ترويجه بين الهواة والمبتدئين بل وحتى طبقة لا بأس بها ممن لديهم خبرة متوسطة في عالم الإنتاج، لكن الحقيقة أن هذا الكلام غير دقيق بالكامل. فهذه الحالة يمكن وصفها بالدقة عندما يكون تصويرك ثابت غير متحرك أو عندما تكون الخلفية المراد تغييرها ثابتة غير متحركة، كتصوير متحدث لبرنامج بمشاهد كاميرا ثابتة، فتقوم بتغيير الخلفية الخضراء للمتحدث مع صورة ثابتة لمشهد أو خلفية استوديو معد مسبقاً. لكن من قال أن هذا فقط هو استخدام الكروما؟
في الحالة المذكورة في الفقرة أعلاه، شخصيا لا أنصح باستخدام الكروما لو أنك تملك الميزانية اللازمة لإنشاء استوديو، فهذا سيعطيك قدرة أكبر على انتاج أكثر جمالاً، إنما في الحالة أعلاه يلجأ للكروما في حالة واحدة، إذا كانت الميزانيات محدودة !
كما أن التصوير بالكروما وإعدادها والعمل عليها لاحقاً في مرحلة ما بعد الإنتاج Post ليس أمراً سهلاً، وتتطلب فهماً كاملاً وخبرة في التنفيذ حتى لا تفشل.
أفلام هوليود صاحبة الميزانيات المليونية تستخدم الكروما، لماذا؟ الحقيقة الإجابة سهلة، عندما تريد أن تنتج مشاهد يكاد يكون من المستحيل تنفيذها على أرض الواقع، وقتها تكون الكروما هي الحل الأمثل، على سبيل المثال، سلسلة أفلام المنتقمون الشهيرة Avengers والتي تنتجها شركة مارفل Marvel يكاد لا يخلو مشهد من مشاهدها من الكروما الخضراء، لأنها الحل الأمثل لتنفيذ تلك المشاهد الخيالية رغم الميزانيات الضخمة (والمرعبة) التي تنفقها الشركة على إنتاجاتها، بالمقابل، فيلم المريخي الشهير The Martian والذي أنتجته أضخم استوديوهات هوليوود 20th Century Fox ، لم يختاروا تصويره بالكروما رغم أن أحداث الفيلم تدور كلها على سطح المريخ (خيالي هو الآخر)، بل قاموا بالتصوير في وادي رم بالأردن، واستطاعوا بذلك أن يخلقوا شعوراً حقيقياً بالتواجد على سطح المريخ طوال أحداث الفيلم، شعور لن تجده في أفلام المنتقمون التي تشعرك طوال الوقت بكومبيوترية المشاهد.
لماذا الكروما خضراء دائماً؟
كما قلنا سابقاً أن الكروما ليست مصطلحاً خاصاً باللون الأخضر، لكن الأخضر هو الأكثر شيوعاً في استخدامها، يليه الأزرق، والسبب في ذلك بسيط، هو أن الأخضر (ويليه الأزرق) هو لون لا يوجد بالمطلق في كل درجات ألوان البشرة البشرية، حسناً، ما العلاقة بين لون البشرة وبين لون الكروما؟
بدرجة تكاد تصل لـ 99.9% ، فأنت عندما تريد أن تصور كروما، يكون عندك ممثلين (بشر) أمامها تريد عزلهم وإضافتهم لمشاهد أخرى، وعليك أن تعرف أن أجهزة الكومبيوتر لكي تنجح في تفريغ الكروما دون مشاكل فيجب أن يكون هناك تمايز لوني واضح وشديد بين لون الكروما وبين العنصر المراد تفريغه (والذي يكون في الغالب بشرياً).
بسهولة تستطيع التحكم بلون ملابس الشخص المراد تصويره على الكروما، فتقول له ارتدي كذا ولا ترتدي كذا، لكن يستحيل أن تتحكم بدرجة لون بشرته، فلو استخدم الأحمر أو الأصفر أو البني أو الأبيض أو الأسود أو البنفسجي أو أي لون آخر، كلها ستجدها ألوان موجودة بدرجات مختلفة في ألوان البشرة البشرية على اختلاف أعراق البشر. اللون الوحيد الذي لا يوجد في ألوان البشرة بشكل كامل هو الأخضر ويليه الأزرق، وهذا هو السبب الذي يجعل الكروما متعارف عليها أنها خضراء.
وهذا يعني أن القاعدة في تصوير الكروما بسيطة، يجب أن تختار لوناً تستطيع منع ظهوره ضمن العناصر المراد تصويرها، والإجابة الأسهل دائماً هي الأخضر.
شروط تصوير الكروما الناجحة
هناك شروط ومحاذير عدة في تصوير الكروما، سنتناول هنا أهمها:
في تقديري بعد قراءة هذه المدونة ستكون قد كونت فكرة ممتازة عن الكروما ولعلك تستطيع بعدها القيام بعمليات تصوير (كروموية) ناجحة.
أتمنى التوفيق للجميع